المادة    
السؤال: ما رأيكم في إنزال قاعدة: سد الذرائع حول ما يثار في قضية المرأة؟
الجواب: "سد الذرائع" هي قاعدة حقيقية، ولكن المشكلة المبالغة في ذلك، أذكر مثالاً على ذلك: وهي مشكلة وقعت لبعض الأخوات في إحدى مناطق المملكة المحافظة جداً، وهي: أن فيها شيخاً فاضلاً يعلمهن العلم الشرعي النافع والقرآن، وليس هناك أي ذريعة للاختلاط أصلاً، وليس في كلامه وفقه الله -وأنا لا أعرفه، ولكن كما ذكرن جميعاً- أنه ليس في كلامه أي شيء، ولا عمله، ومع ذلك تقول البعض: مجرد أننا نخرج وإذا بالرجل يتكلم معنا، حتى لو كان على الهاتف، أو كان وراء الباب، فإذا غالينا في قضية (سد الذرائع) فسنجعل المرأة وراء أسوار من التخلف والبعد عن القيام بنصرة الدين.
لكن نقول: الحرام حرام، والذريعة إليه حرام إذا كانت تؤدي إليه فعلاً، مثلما يؤدي الاختلاط والابتسامة والضحكة وغيره إلى زنا العين وزنا الفرج، نسأل الله أن يحفظنا ويحمي نساء المسلمين أجمعين، فالمقصود أن القاعدة صحيحة وحق في الشرك والمعاصي وفي غيرها، لكن المبالغة فيها لا تجوز.
وهذا كمثال؛ لأن بعض الأخوات تقول: نريد تنبيه الأخوات الداعيات على التمادي في الحديث مع الرجال عبر الإنترنت وخاصة الملتزمين أو الملتزمات بحجة الدعوة وتبادل المنفعة.
على كل حال الحديث في الإنترنت أشد منه الكلام بالهاتف، ومع ذلك لا بد من ذلك، فينبغي أن تكون المرأة المسلمة مفيدة، أن تفيد عبر أي وسيلة في الهاتف أو الإنترنت وغيره، ولكن من غير خضوع في القول فيطمع الذي في قلبه مرض، فلا نحرم الاتصال بالهاتف أو بالكتابة، ولكن لا بد أيضاً من التنبيه على أن يكون في حدود العلم وطلبه، وسد ذرائع الشيطان في هذا الباب.